الخميس 31 يوليو 2025 10:48 صـ 5 صفر 1447 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

ما هي مطالب حماس الجديدة؟

صفقة على الطريق: ويتكوف يصل الشرق الأوسط وسط تفاؤل بوقف إطلاق النار

الأربعاء 23 يوليو 2025 12:39 مـ 27 محرّم 1447 هـ
ستيف ويتكونف - اقرأ الخبر
ستيف ويتكونف - اقرأ الخبر

في تطور جديد يعكس تحركًا دبلوماسيًا مكثفًا، أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها الخاص، ستيف ويتكوف، في طريقه إلى الشرق الأوسط لبحث تفاصيل وقف إطلاق النار في غزة وفتح ممرات إنسانية. ويأتي هذا التحريك بعد أسابيع من المفاوضات المغلقة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تُشير المصادر إلى أن الطرفين اقتربا من نقاط اتفاق حاسمة، رغم بعض العقبات العالقة.

وقد أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن زيارة ويتكوف تحمل "أملًا كبيرًا" في تحقيق تقدم ملموس، خاصة بعد التوصل إلى تفاهمات أولية حول وقف القتال وزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأضافت أن واشنطن تعمل بشكل حثيث مع الوسيطين المصري والقطري لضمان نجاح المحادثات، مع التركيز على إطلاق سراح الأسرى والرهائن كجزء من أي اتفاق شامل.

من جهتها، أعلنت حركة حماس أنها ستقدم ردها النهائي على مقترحات وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة، وفقًا لمصادر مقربة من الحركة نقلتها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية. وأشارت المصادر إلى أن الرد سيتضمن موقفًا إيجابيًا بشكل عام، لكن مع طلب تعديلات على بعض البنود، خاصة تلك المتعلقة بخرائط انسحاب الجيش الإسرائيلي وآليات توزيع المساعدات الإنسانية.

خرائط الانسحاب.. أين تكمن الخلافات؟

أحد أهم نقاط الخلاف بين الجانبين يتمحور حول آلية انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. فبينما تميل إسرائيل إلى قبول الانسحاب التدريجي مع الاحتفاظ بوجود محدود في مواقع استراتيجية، تُصر حماس على ضمانات واضحة بشأن الجدول الزمني للانسحاب الكامل. وتفيد التقارير بأن الجيش الإسرائيلي سينسحب في مرحلة أولى إلى مسافة تتراوح بين 1 و1.2 كيلومتر من الحدود في بعض المناطق، بينما سيبتعد مسافات أقل في مناطق أخرى، قبل أن يتم الانسحاب النهائي في المرحلة الثانية من الاتفاق.

غير أن حماس تبدو قلقة من أن تؤدي هذه الترتيبات إلى إطالة أمد الوجود العسكري الإسرائيلي، وهو ما دفعها إلى المطالبة بضمانات دولية لتنفيذ بنود الانسحاب. كما تُعارض الحركة بقوة الوجود الإسرائيلي في المناطق الحدودية، الذي قد يُستخدم – بحسب وجهة نظرها – كذريع لاستئناف العمليات العسكرية في أي لحظة. وعلى الرغم من ذلك، فإن المصادر تشير إلى أن الوساطة الدولية تعمل على تقريب وجهات النظر، مع وجود مؤشرات على إمكانية التوصل إلى صيغة توافقية.

وفي هذا السياق، صرح مصدر سياسي أن حماس تعمل بناءً على اعتقاد خاطئ بأن الوقت في صالحها، بينما الواقع العسكري والسياسي يشير إلى العكس. وأضاف المصدر أن التعنت في المفاوضات لن يُفيد سكان غزة، الذين يعانون من ظروف إنسانية كارثية، داعيًا الحركة إلى التجاوب مع الجهود الدبلوماسية لتسريع التوصل إلى حل.

المساعدات الإنسانية.. معركة التوزيع

إلى جانب ملف الانسحاب العسكري، تبرز قضية المساعدات الإنسانية كواحدة من أكثر النقاط إثارة للجدل بين الطرفين. فقد وافقت إسرائيل مبدئيًا على زيادة عدد الشاحنات الداخلة إلى غزة من 120 إلى 500 شاحنة يوميًا، بما في ذلك 300 شاحنة مخصصة لمجمعات التوزيع التابعة لصندوق المساعدات الإنسانية، و200 أخرى للمنظمات الدولية. لكن الخلاف يدور حول الجهة التي ستتولى عملية التوزيع، حيث تُصر إسرائيل على أن تظل الشركة الأمريكية الحالية مسؤولة عن ذلك، بينما ترفض حماس هذا الاقتراح وتطالب بآلية توزيع محايدة.

وتُعبر حماس عن مخاوفها من أن يُستخدم توزيع المساعدات كأداة للضغط السياسي، وهو ما دفع وفدها المفاوض إلى معارضة الخطة الإسرائيلية بشدة. ومن جهتها، تحاول الدول الوسيطة – وعلى رأسها قطر ومصر – إيجاد حل وسط يضمن وصول المساعدات إلى المحتاجين دون عوائق، مع الحفاظ على التوازنات السياسية بين الأطراف.

وفي خضم هذه التطورات، يبقى ملف تبادل الأسرى والرهائن أحد أسهل النقاط التي يمكن الاتفاق عليها، وفقًا للمصادر. فبينما تُبدي إسرائيل مرونة في عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلقهم مقابل إطلاق سراح رهائنها، تنتظر حماس ضمانات إضافية تتعلق بالإفراج عن معتقلين كبار من سجون الاحتلال. ومع استمرار الضغوط الدولية، يبقى الأمل قائمًا في أن تؤدي المفاوضات إلى كسر الجمود وفتح صفحة جديدة في الأزمة المستعصية.

هل يُحقق ويتكوف الاختراق المنتظر؟

مع وصول المبعوث الأمريكي إلى المنطقة، تدخل المفاوضات مرحلة حاسمة قد تُحدد مصير الحرب المستمرة منذ أشهر. فبين تفاؤل حذر من جهة، وعقبات عملية من جهة أخرى، يبرز سؤال رئيسي: هل ستنجح الوساطات الدولية في كسب ثقة الطرفين وإقناعهما بالتضحية ببعض المكاسب من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية؟

الجواب قد يأتي قريبًا، فحماس على وشك تقديم ردها النهائي، وإسرائيل تبدو مستعدة للمزيد من التنازلات. لكن في غزة، حيث الدمار والجوع يضربان بقوة، ينتظر السكان بفارغ الصبر إشارة على أن السلام قد أصبح قاب قوسين أو أدنى.