الخميس 31 يوليو 2025 11:50 صـ 5 صفر 1447 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

بعد سقوط خلية “حسم”… خبراء يحذرون: الإرهاب غيّر شكله وتسلل لعقول أولادنا!

الإثنين 21 يوليو 2025 03:24 صـ 25 محرّم 1447 هـ
أعضاء خلية حسم - اقرأ الخبر
أعضاء خلية حسم - اقرأ الخبر

لم تكن الضربة الأمنية الأخيرة التي وجّهتها أجهزة الدولة إلى خلية “حسم” مجرّد نجاح استباقي في إحباط عمل إرهابي تقليدي، بل كانت كاشفة لوجه جديد وأكثر خبثًا للإرهاب؛ وجه لا يحمل سلاحًا، بل يمر عبر "لايك" على فيسبوك، أو فيديو على تيك توك، أو بوست مكتوب بلغة الانكسار والتشكيك.

الخلية التي تم ضبطها كانت تستعد لتنفيذ عمليات نوعية، في توقيت بالغ الحساسية داخليًا وإقليميًا. لكن، وعلى لسان خبراء أمنيين واستراتيجيين، فإن السلاح الأخطر الذي كانت تستخدمه لم يكن القنابل أو البنادق، بل الأفكار.

من الموبايل تبدأ الحكاية

تؤكد الدكتورة إيناس عبد العزيز، المستشارة في قضايا الأمن الفكري وخبيرة الإدارة، أن الجماعات الإرهابية لم تعد تستهدف الشباب من خلال الخطب الحماسية أو التجمعات المغلقة، بل تتسلل إليهم من شاشة الهاتف.

"الإرهاب مش دايمًا بييجي برصاصة... ساعات بيبدأ من لايك"، هكذا تلخّص د. إيناس التحوّل في تكتيكات تلك الجماعات.

وتوضح أن الاستراتيجية الجديدة تركز على خلق شعور دائم بالإحباط وفقدان الأمل، عبر محتوى يبدو في ظاهره موضوعيًا أو محايدًا، لكنه يحمل رسائل سلبية مدروسة بدقة. ما إن يعتاد الشاب على استهلاك هذا النوع من الرسائل حتى يدخل مرحلة الشك في كل شيء، ومنها إلى الاستقطاب ثم التجنيد.

روشتة إنقاذ: خمس خطوات لحماية الأبناء

من خلال خبرتها الطويلة في العمل التوعوي، تقدّم د. إيناس عبد العزيز روشتة مكونة من خمس خطوات عملية يمكن لكل أسرة تطبيقها لحماية أولادها:

  1. افتح حوارًا دائمًا وصادقًا مع أبنائك، بلا وصاية أو خوف.

  2. راقب المحتوى الذي يتابعونه، لكن بثقة واحترام.

  3. اشرح لهم أن الوطن ليس مثاليًا، لكن البديل ليس الخراب.

  4. ازرع فيهم الإحساس بأنهم شركاء في التغيير، لا ضحايا.

  5. شجّعهم على العمل والتعلم والمشاركة في الشأن العام.

اللواء أشرف عبد العزيز: "المعركة الفكرية جوه الموبايل"

من جانبه، يرى اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني الحاصل على وسام الجمهورية للشجاعة النادرة، أن سقوط خلية "حسم" كان بمثابة جرس إنذار لكل بيت، وليس فقط إنجازًا أمنيًا.

"الدولة بتشتغل، وبتضرب استباقي، لكن المعركة الفكرية جوه البيت، جوه الموبايل"، يقول اللواء عبد العزيز محذرًا من أن المعركة انتقلت من الميدان إلى شاشة الهاتف المحمول.

ويؤكد أن الخلية التي تم إسقاطها كانت تملك تمويلاً وخططًا متطورة، لكنها اعتمدت بشكل أساسي على تجنيد الشباب من داخل بيوتهم، عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستغلة إحساسهم بالعجز واللا جدوى، بل وحتى شعورهم بالاغتراب داخل أوطانهم.

دروس مستخلصة من سقوط الخلية

سقوط خلية "حسم" لم يكن مجرد نجاح أمني، بل كشف حقائق يجب التوقف أمامها:

  • الإرهاب لا يموت، بل يختبئ ويتحول.

  • المعركة ضد الإرهاب ليست أمنية فقط، بل فكرية وثقافية.

  • السوشيال ميديا ليست "تسلية"، بل ساحة معركة للوعي.

  • كل بيت يحتاج إلى خطة توعية لا تقل أهمية عن كلمة السر على الواي فاي.

اليقظة الأمنية وحدها لا تكفي

في ختام هذا التحقيق، تتضح صورة مفزعة: الجماعات الإرهابية لم تعد تطرق أبوابنا من الخارج، بل تدخل من الشاشات، ومن الشعور بالإحباط، ومن المحتوى الذي يبدو بريئًا لكنه يزرع بذور الانفصال عن الواقع.

سقوط خلية "حسم" كشف يقظة أمنية جديرة بالتقدير، لكنه في الوقت ذاته وجّه إنذارًا واضحًا بأن المعركة القادمة هي معركة وعي، وأن كل بيت أصبح خط دفاع أول.

احمِ أولادك… لا من الرصاصة، بل من البوست.