الخميس 9 أكتوبر 2025 07:04 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة.. إليكم تفاصيل الانسحاب وموعد التنفيذ

الخميس 9 أكتوبر 2025 12:36 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة - اقرأ الخبر
اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة - اقرأ الخبر

أفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصدر مطّلع أن توقيع الاتفاق الرسمي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيجري صباح اليوم الخميس، في تمام الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش (الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت الأراضي الفلسطينية). ووفق المصدر ذاته، فإن وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ فور توقيع الاتفاق دون أي تأخير، ما يضع حدًا لواحدة من أكثر المراحل دموية في الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

وأوضح المصدر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيبدأ المرحلة الأولى من انسحابه الجزئي من القطاع خلال 24 ساعة فقط من توقيع الاتفاق، وفق خطة إعادة انتشار متفق عليها مسبقًا، تهدف إلى تقليص وجود القوات داخل المناطق المأهولة بالسكان، ولا سيما في مدينة غزة التي شهدت معارك عنيفة خلال الأشهر الماضية.

الملف الإنساني والأسرى

وأشار المصدر إلى أن من المتوقع أن تبدأ عملية الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة يوم السبت، على أن تُستكمل بالكامل في موعد أقصاه الاثنين المقبل. ويأتي ذلك ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تنص أيضًا على إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، ذكرت التقارير أن الصفقة تتضمن الإفراج عن نحو ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد، إضافة إلى 1700 معتقل تم احتجازهم خلال الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر. وتعتبر هذه الخطوة من أكبر عمليات تبادل الأسرى في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

التحضيرات السياسية في تل أبيب

وأفادت رويترز بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد لعقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري الأمني المصغر في تمام الساعة الثانية عشرة بتوقيت غرينتش، يعقبه اجتماع للحكومة الإسرائيلية بعد ساعة واحدة، أي في الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت غرينتش، بهدف المصادقة الرسمية على الاتفاق ومناقشة تفاصيل تطبيقه على الأرض.

وتشير المصادر السياسية في تل أبيب إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من داخل الائتلاف الحكومي ومن الشارع الإسرائيلي، الذي يطالب بإنهاء الحرب واستعادة المحتجزين في أسرع وقت ممكن.

تصريحات ترامب ودور واشنطن

من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته تروث سوشيال أن إسرائيل وحركة حماس وقعتا رسميًا على المرحلة الأولى من اتفاق غزة، الذي صاغته الولايات المتحدة برعاية مصرية وقطرية. وأوضح ترامب في بيانه أن الاتفاق يمهّد الطريق للإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين خلال أيام قليلة، مؤكدًا أن "إسرائيل ستسحب قواتها إلى الخط المتفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم ومستدام"، بحسب تعبيره.

ويعدّ هذا الاتفاق من أبرز التحركات الدبلوماسية التي تبنتها إدارة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، في محاولة لإعادة تثبيت الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بعد شهور من الحرب التي أثارت انتقادات واسعة ضد الدعم الأمريكي لإسرائيل.

موقف حماس والدعم العربي

وفي أول رد رسمي، أعربت حركة حماس في بيان صادر عنها عن امتنانها للرئيس ترامب ولدعم الدول العربية والإسلامية التي أسهمت في دفع المفاوضات نحو التهدئة. ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، لا سيما فيما يتعلق بوقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة.

وأكد البيان أن الحركة تنظر إلى هذه الخطوة بوصفها "بداية لمرحلة جديدة من النضال السياسي، تستند إلى وحدة الموقف الفلسطيني وثبات المقاومة في مواجهة الاحتلال"، مشددة على أن أي خرق إسرائيلي للاتفاق سيقابل بردّ مباشر.

ترتيبات الانسحاب الإسرائيلي

وبحسب تفاصيل الاتفاق التي كشفتها المصادر، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي ملزم بالانسحاب إلى ما يعرف بـ"خط الانسحاب الأصفر"، مع إدخال تعديلات إضافية وافقت عليها تل أبيب خلال المفاوضات الأخيرة. وتشمل الخطة انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة غزة ومحيطها خلال 24 ساعة من إقرار الاتفاق، على أن يستكمل الانسحاب الكامل تدريجيًا في المراحل التالية.

ويُتوقع أن تراقب لجان دولية تنفيذ البنود الميدانية لضمان الالتزام بالاتفاق ومنع أي خروقات قد تعيد التصعيد العسكري، خاصة في ظل هشاشة الوضع الإنساني داخل القطاع الذي يعاني دمارًا واسعًا في البنية التحتية ونقصًا حادًا في الغذاء والدواء.

وبينما تحاول إسرائيل تصوير الاتفاق كـ"إنجاز سياسي"، يرى مراقبون أن القبول بالانسحاب الجزئي والإفراج الواسع عن الأسرى الفلسطينيين يمثل تراجعًا واضحًا عن الأهداف العسكرية والسياسية التي أعلنها الاحتلال منذ بداية عدوانه، ويعكس فشلًا في تحقيق ما سماه "تفكيك حركة حماس" أو "استعادة الردع" بعد عامين من الحرب المستمرة على غزة.