رصاصة في القلب تنهي حياة شاب خلال فرح شعبي في الشرقية

تحول حفل زفاف في إحدى قرى محافظة الشرقية إلى مأتم، بعدما لقي شاب في العشرينات من عمره مصرعه إثر إصابته بطلق ناري طائش أثناء إطلاق الأعيرة النارية العشوائية احتفالًا بالزفاف، في مشهد مأساوي أحزن جميع الحاضرين، وأعاد الجدل حول ظاهرة السلاح غير المرخص في الأفراح.
الواقعة بدأت في ساعة متأخرة من مساء أمس، عندما احتشد العشرات من أهالي القرية لحضور حفل زفاف شعبي، وبدأت الأجواء تعج بالموسيقى والرقص والمفرقعات. وكعادة بعض الأهالي في الريف، قام أحد أقارب العريس بإخراج سلاح ناري وأطلق عدة طلقات في الهواء تعبيرًا عن الفرحة. إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة، لتستقر إحدى الرصاصات في صدر شاب كان يقف بين الحضور.
سقط الشاب على الأرض وسط صرخات المذعورين، وتم نقله في محاولة يائسة إلى مستشفى ههيا المركزي، إلا أنه فارق الحياة قبل الوصول، متأثرًا بإصابته البالغة التي اخترقت القلب مباشرة. وعلى الفور، أبلغ الأطباء الجهات الأمنية، التي حضرت إلى مكان الحفل وتمكنت من تحديد هوية مطلق النار.
بالتحريات، تبيّن أن مطلق النار شاب في الثلاثينات من عمره، وكان يحمل سلاحًا ناريًا غير مرخص. حاول الهرب بعد الواقعة، لكن قوات الأمن تمكنت من ضبطه خلال ساعات قليلة من وقوع الحادث، وتم التحفظ على السلاح المستخدم.
أمام النيابة، اعترف المتهم بأنه لم يقصد إصابة أحد، وقال: "كنت بفرّح قريبنا، والسلاح ضرب طلقة بالغلط وأنا ماخدتش بالي". وأكدت النيابة أن المتهم سيُحال للمحاكمة بتهمة القتل الخطأ، وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص، وتعريض حياة المواطنين للخطر.
الجريمة أثارت موجة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداول فيديو من الحفل يُظهر لحظة إطلاق النار وسط الحشود. وطالب الكثيرون بضرورة تدخل الدولة بحسم لمنع استخدام السلاح في المناسبات، وتغليظ العقوبات على كل من يستهين بأرواح الآخرين في لحظات من الاستعراض.
وودّع أهالي القرية الشاب القتيل في جنازة صامتة، تغلبت فيها الدموع على الزغاريد، بينما لا يزال الحزن يخيم على منزل أسرته التي لم تتوقع أن يتحول الفرح إلى يوم أسود.