مدمن ينهي حياة زوجته ويصيب حماته بـ”شاكوش” في المحلة الكبرى

في حيّ هادئ بمنطقة أبو دراع في مدينة المحلة الكبرى، كان الصباح يحمل نسمات عادية، لا توحي بشيء غير معتاد. لكن داخل أحد المنازل، كانت مأساة تشتعل... مأساة لم تنتهِ سوى بدماء، وصراخ، ونظرات مكسورة.
منى، سيدة في الثلاثينات من عمرها، كانت تحاول منذ سنوات أن تحتوي زوجها المدمن، تحمله بصبر، وتمنح نفسها الأمل كل صباح بأنه "سيتغير"... لكنها لم تكن تعرف أن هذا الصباح سيكون الأخير في حياتها.
اندلع شجار عنيف كغيره من الشجارات السابقة، لكن هذه المرة، كان الزوج في حالة هياج غير مسبوقة. "الشامطبو" – ذلك السم البطيء – سيطر على عقله تمامًا. صرخ، كسر، ثم رفع يده ممسكًا بـ"شاكوش"... ضربة، ثم أخرى... ثم صمت طويل.
والدة منى، التي هرعت من الغرفة المجاورة على صرخات ابنتها، لم تكن تعلم أنها ستكون التالية. حاولت إنقاذ فلذة كبدها، لكنها تلقت نصيبها من الضربات، وسقطت غارقة في دمائها، بين الحياة والموت.
دقائق مرت كأنها دهور، حتى وصلت الشرطة، وألقت القبض على الجاني الذي ما زال يهذي بكلمات غير مفهومة. منى رحلت، والأم تصارع الألم في المستشفى، والبيت الذي كان ملاذًا، صار شاهدًا على أبشع صور العنف الأسري.
النيابة بدأت التحقيق، والجيران وقفوا في ذهول... كيف لرجل أن يفقد إنسانيته بهذا الشكل؟ وكيف لمخدر أن يُطفئ نور العقل والرحمة من قلب إنسان؟
تلقت الأجهزة الأمنية إخطاراً من شرطة النجدة بوقوع الجريمة، وعلى الفور انتقلت قوة من رجال الشرطة إلى موقع الحادث، حيث تمكنت من ضبط المتهم الذي كان في حالة هياج شديد، وتبين أنه يعاني من إدمان مزمن لمادة "الشامطبو"، ما انعكس بشكل خطير على حالته النفسية والعقلية.
وكشفت التحريات أن مشادة كلامية نشبت بين الزوج وزوجته تطورت إلى اعتداء عنيف، استخدم خلاله المتهم "شاكوش" لضرب زوجته على رأسها حتى فارقت الحياة، قبل أن يعتدي على والدتها التي حاولت التدخل، ما أدى إلى إصابتها بإصابات حرجة.
تم نقل جثمان الزوجة إلى المشرحة، فيما جرى نقل والدة المجني عليها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وسط متابعة دقيقة لحالتها الصحية.
وقد تم تحرير محضر بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة ودوافعها.