الدكتورة شفاء الأحمد تكتب: ثورة الليزر في علاج الالتهابات النسائية

في عالم الطب، اعتدنا أن تكون الأدوية هي الحل الأول والأخير أمام أي مرض. لكن تجربتي الطويلة كطبيبة نساء جعلتني أواجه واحدة من أعند المشكلات الصحية عند النساء: الالتهابات المهبلية المتكررة. هذه المشكلة، رغم أنها تبدو بسيطة للوهلة الأولى، قد تتحول إلى كابوس يلازم المرأة، يضعف مناعتها، ويؤثر على حياتها الزوجية والنفسية.
لقد رأيت بعيني نساءً يطرقن باب عيادات الأطباء مرة بعد مرة، يحملن وصفات مليئة بالمضادات الحيوية أو مضادات الفطريات، لكنهن يخرجن بعد أشهر قليلة ليجدن أنفسهن في نقطة الصفر. الأدوية لم تعد تكفي. هنا بدأتُ أطرح السؤال: هل نحن بحاجة إلى التفكير خارج الصندوق؟
الإجابة جاءت من العلم نفسه: الليزر. نعم، هذا الجهاز الذي ارتبط في أذهان الكثيرين بالعمليات التجميلية أصبح اليوم حلاً فعّالًا لمعضلة الالتهابات المزمنة. ومن واقع تجربتي ومتابعتي للأبحاث العلمية، أستطيع القول إن جلسات الليزر لم تكن مجرد خيار إضافي، بل تحولت إلى ثورة طبية صغيرة غيرت قواعد اللعبة.
لقد جربتُ هذه التقنية مع مريضاتي اللواتي يئسن من الأدوية التقليدية، وكانت النتائج مذهلة: اختفاء الأعراض المزعجة، تحسن ملموس في مرونة الأنسجة، وانخفاض واضح في معدلات الانتكاس. الأهم أن معظم النساء شعرن بأن حياتهن عادت إلى طبيعتها، وكأن عبئًا ثقيلاً أزيح عن أكتافهن.
هنا أطرح رأيي بوضوح: علينا كأطباء أن نكسر حاجز التردد. لا يجوز أن نظل أسرى للمضادات الحيوية بينما العالم كله يتحدث عن تقنيات حديثة أثبتت فعاليتها. نعم، الأدوية ستظل مهمة في حالات معينة، لكن عندما تصبح الالتهابات متكررة ومقاومة، فإن الليزر يقدم لنا أداة علاجية آمنة وفعالة، تستحق أن تكون في صدارة خياراتنا.
أنا أدرك أن بعض الأصوات قد تتحفظ بحجة "التكلفة" أو "عدم شيوع التجربة"، لكنني أرى أن الاستثمار في صحة المرأة وجودة حياتها أكبر من أن يُقاس بالمال. الليزر ليس رفاهية، بل ضرورة طبية في حالات بعينها.
في النهاية، قناعتي الشخصية والعلمية أن المستقبل سيفتح المجال أمام تقنيات كهذه لتصبح جزءًا أساسيًا من بروتوكولات العلاج. والمرأة العربية تستحق أن تستفيد من أحدث ما توصل إليه الطب، لا أن تبقى عالقة في دائرة الأدوية التي لم تعد تجدي.