اقرأ الخبر

الكونجرس يكشف عن ”كتاب عيد الميلاد” ووثائق من تركة جيفري إبستين

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 02:58 مـ 16 ربيع أول 1447 هـ
لجنة بالكونجرس تكشف وثائق من أرشيف إبستين بينها "كتاب عيد الميلاد"
لجنة بالكونجرس تكشف وثائق من أرشيف إبستين بينها "كتاب عيد الميلاد"

أصدرَت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي، مساء الاثنين، مجموعة ضخمة من الوثائق المرتبطة بتركة جيفري إبستين، المدان الراحل في قضايا الاستغلال الجنسي. ومن بين ما كُشف عنه: وصيته الأخيرة، وأجزاء من دفتر عناوينه، واتفاق عدم الملاحقة لعام 2007 الموقَّع بين إبستين ومكتب المدعي العام الأمريكي في المنطقة الجنوبية من فلوريدا. غير أن أبرز ما لفت الانتباه كان "كتاب عيد الميلاد" الذي أُهدي لإبستين بمناسبة بلوغه الخمسين، وتضمَّن رسائل وأوراقًا بينها ورقة تحمل اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إنكار ترامب ورد البيت الأبيض

قبل نشر الوثائق كاملة، نشر الديمقراطيون على منصة "إكس" صورة من الصفحة التي تحمل اسم ترامب ضمن "كتاب عيد الميلاد". وكان ترامب قد نفى مرارًا كتابته لهذه الرسالة، ورفع دعوى تشهير ضد صحيفة وول ستريت جورنال التي نشرت القصة أولًا. وبعد نشر الوثائق، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في منشور على "إكس" أن "من الواضح تمامًا أن الرئيس ترامب لم يرسم هذه الصورة، ولم يوقّعها"، مشددة على أن الفريق القانوني للرئيس سيواصل التحرك قضائيًا بقوة. وفي موازاة ذلك، نشر تايلور بودوفيتش، نائب كبير موظفي البيت الأبيض للاتصالات، صورًا أخرى لتواقيع ترامب لنفي أي صلة له بالكتاب.

التوقيع الظاهر في الوثيقة بدا متشابهًا جدًا مع تواقيع ترامب المتداولة على وثائق أخرى، خصوصًا عندما يوقّع باسمه الأول فقط. ومع ذلك، يتمسّك البيت الأبيض بنفي أي علاقة للرئيس بالوثيقة.

اتهامات بالمناورة السياسية

اللجنة التي تحقق في قضية إبستين كانت قد استدعت تركة إبستين لتسليم الوثائق في إطار التحقيق الجاري. لكن رئيس اللجنة جيمس كومر هاجم الديمقراطيين بعد نشرهم انتقائيًا لبعض المواد قبل إصدار كامل المجموعة، معتبرًا أن الأمر يندرج في إطار "التسييس". وأوضح: "من المروع أن الديمقراطيين ينتقون الوثائق ويحوّلونها إلى مادة سياسية. نحن، الجمهوريين، نركز على تحقيق شامل يضمن الشفافية ويحاسب المسؤولين عن الجرائم البشعة لإبستين، أما الرئيس ترامب فلم يُتهم بأي خطأ، لكن الديمقراطيين يتجاهلون المعلومات الجديدة التي حصلت عليها اللجنة".

محتويات "كتاب عيد الميلاد"

الكتاب المؤلف من 238 صفحة جُمِع على يد غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين السابقة، التي كتبت في مقدمته أنها أرادت "جمع القصص والصور القديمة لإحياء الذكريات عن الأماكن والأشخاص والأحداث المختلفة". وضم الكتاب صورًا، وصفحات من دفاتر سنوية، وأوراق أغانٍ، وتذكارات متنوعة.

في فهرس الكتاب، وتحت قسم بعنوان "الأصدقاء"، وردت أسماء أكثر من 20 شخصية بينهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، المحامي آلان ديرشوفيتز، ودونالد ترامب. بينما جاءت أسماء أخرى تحت عنوان "الصديقات"، لكنها كانت محجوبة.

من بين المواد، رسالة تهنئة من كلينتون بعيد ميلاد إبستين الخمسين، علّق متحدث باسم كلينتون بأنها تعود لفترة سابقة لانقطاع علاقته بإبستين قبل اعتقاله عام 2019، مؤكّدًا أنه لم يكن يعلم بجرائمه. كما تضمن الكتاب رسالة على ورق رسمي من ديرشوفيتز كتب فيها: "عيد ميلاد سعيد مع أطيب التحيات". وابتكر ديرشوفيتز أيضًا غلافًا وهميًا لمجلة أسماها "Vanity Unfair"، عدّل فيه العناوين لتتعلق بإبستين.

كما تضمّن الكتاب رسالة يهنئ فيها كلينتون إبستين بعيد ميلاده الخمسين، وردّ المتحدث باسمه بالتأكيد على أن الرئيس الأسبق قطع صلاته به قبل اعتقاله عام 2019 ولم يكن على علم بجرائمه. فيما وردت رسالة أخرى على ورق يحمل اسم ديرشوفيتز تقول: "عيد ميلاد سعيد وأطيب التحيات". وقد أضاف ديرشوفيتز لمسته الخاصة بإنشاء غلاف مزيف لمجلة أطلق عليها اسم "Vanity Unfair"، عدّل فيه عناوين لتناسب اسم إبستين، من بينها غلاف كان في الأصل عن الممثلة نيكول كيدمان. وعندما طُلب منه التعليق، قال لصحيفة "وول ستريت جورنال": "مر وقت طويل ولا أتذكر تفاصيل ما كتبته".

الكتاب ضم أيضًا صورًا شخصية من طفولة إبستين ووثائق من عضويته في الكشافة وصورًا لعائلته بالأبيض والأسود، إلى جانب صور من منازله الفاخرة وأعماله الفنية. كما احتوى على تعليقات وصور ذات طابع ساخر أو خاص، منها صفحات تحمل ملاحظات بذيئة تحت عناوين مثل "فتيات على قاربي"، لكن الأسماء حُجبت.

وثائق إضافية من الأرشيف

الوثائق التي أُفرج عنها تضمنت أيضًا صفحات من دفتر عناوين إبستين، الذي تضمن بيانات اتصال لكثير من الشخصيات النافذة. نسخة سابقة منه كانت قد نُشرت بعد حذف أرقام الهواتف والبريد الإلكتروني.

وأكد دانيال فاينر، محامي التركة، لشبكة "CNN" أن هذه الدفعة الأولى من الوثائق أُرسلت إلى اللجنة، وأن المنفذين المشتركين سيواصلون تقديم المزيد بشكل متتابع استجابة للاستدعاء. وأوضح المحامون في رسالة مرافقة أنه تم حذف أسماء ووجوه النساء والقُصّر من محتويات الكتاب، باستثناء ماكسويل والشخصيات العامة والصور العائلية أو الصفية، وذلك "حرصًا على ألا يُكشف أي ضحية محتملة". كما أزيلت أي صور تُظهر عريًا.

وفيما يتعلق بطلب اللجنة الحصول على "قائمة محتملة للعملاء المتورطين في أفعال جنسية أو اتجار بالبشر سهّلها إبستين"، قال محامو التركة إنهم "غير على علم بوجود مثل هذه القائمة".

ومن المتوقع أن يسافر فريق عمل من الحزبين في اللجنة إلى نيويورك هذا الأسبوع للقاء محامي التركة والاطلاع على وثائق غير منقحة. وكانت اللجنة قد تلقت في السابق عشرات الآلاف من الصفحات من وزارة العدل تخص إبستين، لكن الديمقراطيين وصفوا تلك الوثائق بأنها "لا تحتوي على معلومات جديدة مهمة".