الجمعة 9 مايو 2025 02:44 مـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

تل أبيب تتراجع على الخارطة الأمريكية: تحالفات جديدة تتشكل وترامب يتجاوز إسرائيل

الخميس 8 مايو 2025 01:20 مـ 10 ذو القعدة 1446 هـ
ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض - اقرأ الخبر
ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض - اقرأ الخبر

في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس، تناول الكاتب إسرائيلي حاييم لفنسون مظاهر التوتر في العلاقات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و"إسرائيل"، في سياق مستجدات البحر الأحمر، والمفاوضات الإيرانية، وزيارة ترامب المرتقبة إلى الخليج.

حاييم لفنسون صحفي ومحلل سياسي إسرائيلي معروف، كتب في صحيفة هآرتس، حيث يغطي قضايا السياسة الداخلية والخارجية، خصوصًا ما يتعلق بعلاقات "إسرائيل" الإقليمية والدولية، ويتميّز بنبرة نقدية للقيادة السياسية الإسرائيلية، لا سيّما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

يعكس المقال بوضوح حجم التوتر في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، خصوصًا في عهد زعيم شعبوي مثل ترامب، الذي يقدّم مصالحه الإعلامية والداخلية على حساب "التنسيق الاستراتيجي" التقليدي مع "إسرائيل". وهو ما يثير قلق النخبة السياسية الإسرائيلية التي باتت تشعر أنها تفقد مكانتها كلاعب محوري في ملفات الشرق الأوسط، مقابل صعود قوى إقليمية جديدة تتعامل معها واشنطن بندّية أكبر، في إشارة إلى قطر والإمارات والسعودية.

ويصف الكاتـب كيف فاجأ إعلان ترامب عن وقف الهجمات الأمريكية على الحوثيين – مقابل تعهدهم بعدم استهداف السفن – الحكومة في تل أبيب، نظرًا لتجاهله التام لما تتعرض له "إسرائيل" من هجمات حوثية، وتداعيات ذلك على اقتصادها، خصوصًا في ما يتعلق بإلغاء الرحلات الجوية وارتفاع تكاليف الشحن البحري.

صدمة في تل أبيب

يشير لفنسون إلى حالة من "الذهول" في تل أبيب، بعد ما وصفه بتجاهل الأمريكيين للحسابات الإسرائيلية، وعدم التنسيق معها قبل الإعلان. ويبرز تعليق المتحدث غير الرسمي باسم نتنياهو، يعقوب بردوغو، الذي أكد أن القرار الأمريكي كان مفاجئًا وغير متفق عليه، ويعكس توجه ترامب إلى تحقيق مكاسب داخلية أمريكية على حساب حلفائه.

زيارة ترامب: الخليج أولًا.. لا تل أبيب

يتوقف المقال مطولًا عند رمزية جولة ترامب المرتقبة إلى المنطقة، حيث يزور قطر وأبو ظبي والرياض، بينما يستثني "إسرائيل" من جدول الزيارة. هذا التجاهل يراه لفنسون تعبيرًا عن تراجع مكانة "إسرائيل" في المعادلات الإقليمية، في وقت تصعد فيه الدوحة – "العدوّة الأيديولوجية لتل أبيب" على حد تعبيره – كلاعب سياسي تفاوضي في الملف الغزّي. نتنياهو، بحسب المقال، بذل جهدًا كبيرًا لإقناع ترامب بالهبوط في تل أبيب، ولو لمجرد إشارة رمزية بأن "إسرائيل" ما تزال ذات صلة، لكنه فشل في ذلك حتى اللحظة.

قلق من مفاجآت الاتفاق الإيراني

المقال يتطرق أيضًا إلى المخاوف الإسرائيلية من مفاجأة أخرى قد تحملها زيارة ترامب: إعلان تفاهمات أولية مع إيران حول البرنامج النووي، بعيدًا عن علم أو مشاركة "إسرائيل". الكاتب يلمّح إلى أن واشنطن لم تعد مهتمة بإشراك تل أبيب في تفاصيل دقيقة قد تعرقل مسار الاتفاق، في ظل ما يعتبره البيت الأبيض "تضخيمًا إسرائيليًا" للتهديد الإيراني.

خطة غزة: تحالف نفطي واقتراح "أخير" لحماس

يختتم لفنسون مقاله بالإشارة إلى التحركات الإقليمية المدعومة أمريكيًا بشأن غزة، حيث تعمل مصر وقطر بالتنسيق مع واشنطن لصياغة مبادرة تشمل إنهاء الحرب، وتحرير الأسرى، وتقديم ضمانات إنسانية، مقابل انسحاب تدريجي لـ"إسرائيل" وتقييد سلطة حماس. ويصف هذا التوجه بأنه يعكس أسلوب ترامب الدبلوماسي القائم على ممارسة الضغوط العلنية، وفرض الحلول الجاهزة بدلاً من التفاوض التفصيلي، ما يترك "إسرائيل" أمام خيارين: الموافقة على خطة لم تُصغ بأيديها، أو مجازفة تصعيد شامل في غزة.