مبادرة مصرية–سعودية ترسم ملامح الأمن الإقليمي.. علي فوزي: القرار العربي المشترك يعيد التوازن ويرفض الهيمنة الخارجية

قال الباحث في الشؤون العربية والإفريقية علي فوزي إن اعتماد مجلس جامعة الدول العربية للقرار المعنون "الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة" بمبادرة مصرية – سعودية، يمثل نقلة نوعية في مسار العمل العربي المشترك، ويعكس إرادة جماعية لصياغة إطار أمني إقليمي يقوم على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية.
وأشار فوزي إلى أن هذه المبادرة تحمل عدة رسائل مهمة، أولها أن الدول العربية قادرة على طرح رؤية مستقلة بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، وثانيها أنها تشكل رفضًا واضحًا لمحاولات بعض القوى الإقليمية فرض ترتيبات أمنية أحادية أو الهيمنة على مقدرات المنطقة، وثالثها أنها تربط بين الأمن الإقليمي وإنهاء الاحتلال وتسوية القضية الفلسطينية كشرط لتحقيق سلام عادل ومستدام.
وأكد فوزي أن القرار يُعد خطوة استراتيجية نحو إعادة التوازن لمعادلات الأمن في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، بما يعزز قدرة الدول العربية على التفاوض مع القوى الدولية من موقع قوة، مستندة إلى موقف موحد.
وشدد على أن نجاح المبادرة يتوقف على مدى التزام الدول العربية بتحويلها إلى خطوات عملية لبناء منظومة تعاون إقليمي حقيقية، قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومعالجة أزمات الطاقة والمياه، بما يعيد للعالم العربي مكانته كفاعل رئيسي في تحقيق الاستقرار الدولي.