الجمعة 9 مايو 2025 10:56 مـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

فارس بلا درع.. أحمد مظهر وأسرار رحلته بين السيف والشاشة

الجمعة 9 مايو 2025 01:03 مـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
أحمد مظهر
أحمد مظهر

في الثامن من مايو عام 2002، رحل عن عالمنا أحد أبرز نجوم السينما المصرية، "أحمد مظهر"، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا وذكرى تجمع بين الشجاعة العسكرية والإبداع الفني.

يُطلق عليه "فارس الشاشة" ليس فقط لوسامته وأدواره المميزة، بل لأن "أحمد مظهر" كان فعلاً فارسًا في ساحات الحرب قبل أن يُصبح نجمًا في عالم الفن.

في هذا التقرير، نستعيد أبرز محطات حياة هذا الفنان الاستثنائي "أحمد مظهر" الذي عاش حياة مليئة بالتنوع والتحديات.

من الكلية الحربية إلى ساحات القتال

ولد "أحمد مظهر" في 8 أكتوبر 1917 بالقاهرة، في أسرة اهتمت بالعلم والثقافة، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1938، ليصبح زميلاً لشخصيات تاريخية مثل الرئيسين الراحلين "جمال عبد الناصر وأنور السادات".

بدأ "أحمد مظهر" حياته العسكرية في سلاح المشاة، ثم انتقل إلى سلاح الفرسان، حيث برع في الفروسية وتولى قيادة مدرسة الفروسية لاحقًا.

شارك "مظهر" في حرب فلسطين عام 1948، ليثبت شجاعته وقدرته القيادية في الميدان، حتى وصل إلى رتبة عقيد قبل أن يقرر الاستقالة من الجيش عام 1956.

الانتقال إلى عالم الفن

لم يكن انتقال "أحمد مظهر" إلى الفن مفاجئًا تمامًا، فقد بدأ خطواته الأولى على خشبة المسرح عام 1948 من خلال مسرحية "الوطن"، لكنه قرر التفرغ الكامل للفن بعد ترك الجيش.

دخل "مظهر" عالم السينما بفيلم "ظهور الإسلام" عام 1951، ليبدأ مسيرة حافلة بالأعمال المتنوعة، وتأثرت خلفيته العسكرية بأدواره، حيث برع في تجسيد الشخصيات القوية والقادة التاريخيين، كما في فيلم "الناصر صلاح الدين" الذي يُعد أحد أبرز أعماله.

إبداعات سينمائية لا تُنسى

امتاز "أحمد مظهر" بتنوع أدواره، فقد جسّد الأمير الرومانسي في "رد قلبي"، والمحارب الشجاع في أفلام تاريخية، وحتى الشخصيات الكوميدية في أعمال، مثل: "الجريمة الضاحكة".

تجاوز رصيد "أحمد مظهر" الفني 100 عمل ما بين أفلام ومسلسلات، منها مسلسل "على هامش السيرة" مع الفنان شكري سرحان، حيث أظهر شغفه برياضة الفروسية التي كان يتقنها.

حصد "مظهر" العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثل عن فيلم "الزوجة العذراء"، كما كرّم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تقديرًا لإسهاماته.

"الفن بالنسبة لي هو تعبير عن الحياة، والحياة تحتاج إلى شجاعة" - "أحمد مظهر" في إحدى مقابلاته النادرة.

لحظات شخصية وتحديات

لم تخلُ حياة "أحمد مظهر" من التحديات، فقد عانى من حزن عميق عندما قررت الحكومة هدم جزء من حديقته الخاصة لإنشاء طريق دائري، وهو ما أثر عليه نفسيًا. ورغم ذلك، ظل محافظًا على شغفه بالفن والحياة حتى آخر أيامه.

إرث خالد

رحل "أحمد مظهر" في 8 مايو 2002، لكنه ترك بصمة لا تُمحى في السينما المصرية، إذ جمع بين انضباط الجندي وإحساس الفنان، ليصبح رمزًا للجيل الذي عاصر الحروب والتحولات الكبرى، ويظل "فارس الشاشة" حاضرًا في أذهان محبيه كمثال للإنسان الذي عاش حياته بجرأة وإبداع.