الجمعة 2 مايو 2025 04:05 مـ 4 ذو القعدة 1446 هـ
اقرأ الخبر
رئيس التحرير هبة عبد الحفيظ
×

حسن بن دبلان يكتب: يوم التأسيس.. استلهام الماضي لبناء المستقبل

السبت 22 فبراير 2025 09:04 مـ 23 شعبان 1446 هـ
حسن بن دبلان رجل الأعمال وخبير العلاقات الدولية
حسن بن دبلان رجل الأعمال وخبير العلاقات الدولية
يُعبر يوم التأسيس السعودي عن أصالة المملكة العربية السعودية وجذورها التاريخية العريقة، حيث يعود بنا إلى ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى في 22 فبراير 1727م على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في الدرعية الخالدة، بمساندة رجالٍ أوفياء مخلصين للدين والدولة، ممن حققوا إنجازات عظيمة لا تزال شواهدها قائمة عبر التاريخ.
ويعكس هذا اليوم البدايات الحقيقية لانطلاق الدولة السعودية، التي حملت بين طياتها إرثًا ثقافيًا وحضاريًا متجذرًا، تجسد في الهوية الوطنية، والارتباط العميق بتاريخ حافل بالأمجاد والإنجازات على مدى أكثر من ثلاثة قرون.
يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو رمز لوحدة الصف ورؤية واضحة للمستقبل، حيث جاء بمرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في فبراير 2022، ليعزز مفهوم الولاء والانتماء الوطني، مستلهمًا من تضحيات الآباء والأجداد، ومستندًا إلى رؤية المملكة 2030 بقيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -أيده الله.
بفضل هذه الرؤية، شهدت المملكة تقدمًا غير مسبوق في شتى المجالات، حتى أصبحت نموذجًا عالميًا يُحتذى به، رائدةً في صنع القرار السياسي والاقتصادي، ومؤثرةً في مجريات الأحداث العالمية.
إن المملكة، صاحبة الميزانيات التريليونية، لم تكتفِ فقط بثرواتها الطبيعية، بل استثمرت في مواردها البشرية، وركزت على تنمية العقول وبناء اقتصاد مستدام، يضمن الأمان والازدهار للأجيال القادمة.
ولم يعد النمو الاقتصادي مجرد هدف، بل تحول إلى وسيلة لرفع جودة الحياة، وخلق فرص عمل، وتعزيز مكانة المملكة عالميًا.
تجلت هذه الرؤية في مشاريع عملاقة مثل نيوم، والقدية، والرياض الخضراء، وذا لاين، التي لم تعد مجرد أفكار على الورق، بل أصبحت واقعًا ملموسًا.
لقد تحولت المملكة إلى مركز اقتصادي عالمي، اجتذبت الاستثمارات الكبرى وحسنت بيئة الأعمال، وخصخصت بعض الشركات المملوكة للدولة، وفق رؤية مستقبلية قائمة على التقنيات الحديثة.
كما أكد وزير المالية، رئيس مجلس إدارة هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، الأستاذ محمد الجدعان، خلال مؤتمر "نرسم المستقبل لاقتصاد مستدام وأمن معزز"، على الدور المحوري للتحول الرقمي في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، حيث حققت الهيئة نسبة 99.35% في مؤشر الأمم المتحدة للحكومة الرقمية، نتيجة تطويرها المتسارع للخدمات الرقمية.
في يومٍ مجيدٍ من ذاكرة الأمة، تتجلى ملاحم تاريخية عظيمة، كتبها الأبطال من القادة والحكام والمؤرخين، بثبات وشموخ على مر العصور.
هذه الذكرى الوطنية تحمل إرثًا خالدًا لملوك صنعوا مجدًا تليدًا، وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، اللذان باتا رمزين وطنيين يعكسان حكمة القيادة ورؤية المستقبل.
منذ بزوغ فجر الدرعية، مرورًا بمراحل الدولة السعودية المختلفة، وحتى لحظة التوحيد المباركة، شكّلت المملكة تجربة وطنية متكاملة، متفاعلة مع التحولات الحديثة عبر رؤية طموحة، رسمت معالم مستقبل مشرق، وحافظت على وحدة الصف وكرامة الأرض، ترجمةً لقول الله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ" (الأنفال: 60). ويعكس يوم التأسيس هذه المسيرة المباركة، مجسدًا تضحيات الماضي وطموحات الحاضر والمستقبل.
وفي هذه الليلة المباركة، تحتفي المملكة بمراحل التأسيس الجليلة، بأسلوب فني مبهر يجمع بين أصالة الماضي وإبداع الحاضر.
تتجسد الأحداث التاريخية لتعكس وحدة الوطن تحت قيادة حكيمة، وراية ترفرف عاليًا، تحمل في طياتها أمجاد الماضي وتطلعات المستقبل.
إن يوم التأسيس ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو تأكيد على أن المملكة ستظل شامخة بعزة أبنائها، متجذرة في إرثها العريق، مستعدة للمضي قدمًا نحو مستقبل زاهر، كما قال الله تعالى: "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ" (يوسف: 21).
لقد قمت بدمج المقالين في نص موحد يعكس رؤية يوم التأسيس السعودي برؤية وطنية وتاريخية متكاملة. يمكنك مراجعة النص وإجراء أي تعديلات إضافية حسب الحاجة.