نزار الخالد: مجلس القيادة اليمني بثمانية رؤوس... والوطن يواجه خطر التمزق

وجّه الكاتب الصحفي اليمني ورئيس تحرير صحيفة "المنتصف"، نزار الخالد، تحذيرًا قويًا من خطورة استمرار ما وصفه بـ"التشظي القيادي" في مؤسسات الشرعية، مشددًا على أن المشهد السياسي والعسكري الراهن في اليمن بات أكثر تفتيتًا من أي وقت مضى، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
وفي مقاله المعنون: "في عيد الوحدة... وحدة القرار المقسّم على ثمانية رؤوس!"، هاجم الخالد تركيبة مجلس القيادة الرئاسي، معتبرًا أن توزيع القرار السيادي بين ثمانية أعضاء يُعطّل اتخاذ أي قرارات مصيرية، ويُضعف قدرة الدولة على مواجهة جماعة الحوثي والمخاطر المحدقة بالوطن.
وأشار إلى أن المواطنين يعيشون حالة غير مسبوقة من الانقسام السياسي والعسكري والإداري، واصفًا احتفالات ذكرى الوحدة بـ"الرمزية" التي لا تعكس واقع التمزق على الأرض. وأضاف: "رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي يبدو كمن يلوّح للمواطنين من مفترق سلطات، لا من منصة حكم، وكأنه يقول: صدقوني القرار ليس بيدي".
واقترح الخالد إعادة هيكلة المجلس الرئاسي عبر منح العليمي صلاحيات رئاسية كاملة، وتوزيع بقية الأعضاء على مناصب تنفيذية وعسكرية في المحافظات، مع الحفاظ على تمثيل الشراكة الوطنية بشكل رمزي. ورأى أن هذا المقترح سيوحّد القرار السيادي، ويُسرّع مسار التفاوض، ويفعّل المساءلة، وينهي حالة "الفيتو المتبادل" التي تعيق عمل الدولة.
كما حذّر من أن استمرار الوضع القائم سيؤدي إلى تآكل مؤسسات الدولة وتراجع فرص استعادة النظام الجمهوري، لصالح تمدد جماعة الحوثي.
وأكد الخالد أن توحيد القرار لا يعني الانفراد بالسلطة، بل هو ضرورة لإدارة التعدد بكفاءة، داعيًا إلى اعتماد وثيقة دستورية انتقالية تضمن توازن السلطات وتنتهي بانتخابات عامة، كطريق وحيد لاستعادة الدولة وبناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية.
وفي ختام مقاله، وجّه رسالة لاذعة إلى أعضاء المجلس الرئاسي، قال فيها: "كل ذكرى وحدة وأنتم في وحدة، ومجلسكم في شتات!"
وتأتي هذه التصريحات في ظل تنامي الأصوات المطالبة بإصلاح مؤسسة الشرعية وتوحيد القرار العسكري والسياسي، لمواجهة التحديات المصيرية التي تعصف باليمن.