اقرأ الخبر

السيسي: 30 يونيو ملحمة مصرية.. ولن نحيد عن طموحاتنا في وطن كريم

الإثنين 30 يونيو 2025 11:58 صـ 4 محرّم 1447 هـ
كلمة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو - اقرأ الخبر
كلمة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو - اقرأ الخبر

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة إلى الشعب المصري، صباح اليوم الاثنين، بمناسبة إحياء ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، مؤكدًا أنها "ثورة خالدة" شكلت ملحمة وطنية كتبها أبناء مصر بإرادتهم.

وقال الرئيس السيسي في كلمته: "نحتفل اليوم بذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، تلك الثورة الخالدة، التي شكلت ملحمة وطنية سطرها أبناء مصر، توحدت فيها الإرادة، وعلت منها كلمة الشعب، وقررت الجماهير استعادة مصر وهويتها وتاريخها ومصيرها، لتقف في وجه الإرهاب والمؤامرات، وتكسر موجات الفوضى، وتحبط محاولات الابتزاز والاختطاف، وتعيد الدولة إلى مسارها الصحيح".

الانطلاق للجمهورية الجديدة

استعرض الرئيس السيسي في كلمته ما اعتبره ثمرة انطلاقة الجمهورية الجديدة بعد عام 2013، قائلًا:

"لقد كانت ثورة الثلاثين من يونيو، نقطة الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة، ومنذ عام ٢٠١٣، تسطر مصر تاريخًا جديدًا، لا بالأقوال بل بالأفعال، ولا بالشعارات بل بالمشروعات، ولم يكن الطريق سهلًا، بل واجهنا الإرهاب بدماء الشهداء وبسالة الرجال، حتى تم دحره، بأذن الله، وتصدينا للتحديات الداخلية والخارجية، ومضينا في طريق التنمية الشاملة، وبناء مصر الحديثة، بسواعد أبنائها الشرفاء".

وأضاف: "أسسنا بنية تحتية معتبرة، وها نحن اليوم نشيد، ونعمر، ونحدث، ونطور، ونقيم على أرض هذا الوطن، صروحًا من الإنجازات، تبعث على الأمل، وتتمسك بالفرصة في حياة أفضل".

أزمات المنطقة الملتهبة

وخاطب الرئيس السيسي المصريين مؤكدًا إدراكه لما يحيط بالمنطقة من حروب وأزمات، قائلاً:

"شعب مصر الكريم، أخاطبكم اليوم، والمنطقة بأسرها تئن تحت نيران الحروب، من أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة، إلى الصراعات في السودان وليبيا وسوريا واليمن والصومال".

وأضاف من منبر المسئولية التاريخية: "أناشد أطراف النزاع والمجتمع الدولي بمواصلة اتخاذ كل ما يلزم والاحتكام لصوت الحكمة والعقل لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار".

رؤية مصر للسلام

أكد الرئيس السيسي تمسك مصر بموقفها الداعم للسلام العادل، مبينًا أن السلام لا يفرض بالقوة ولا يولد بالقصف، حيث شدد بقوله:

"إن مصر؛ الداعمة دائمًا للسلام، تؤمن بأن السلام لا يولد بالقصف، ولا يفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، فالسلام الحق، يبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم".

وتابع: "إن استمرار الحرب والاحتلال، لن ينتج سلامًا، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبواب الانتقام والمقاومة التي لن تغلق، وكفى عنفًا وقتلًا وكراهية، وكفى احتلالًا وتهجيرًا وتشريدًا".

الدولة الفلسطينية المستقلة

أكد السيسي في كلمته أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط مرهون بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، موضحًا:

"إن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلًا، فقد كان دومًا خيار الحكماء ولنستلهم من تجربة السلام المصري الإسرائيلي في السبعينيات، التي تمت بوساطة أمريكية، برهانًا على أن السلام ممكن، إن خلصت النوايا".

واختتم هذه الجزئية بقوله: "إن السلام في الشرق الأوسط، لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية".

الشعب درع الوطن

وجه الرئيس المصري رسالة إلى أبناء الشعب، مؤكدًا دورهم الأساسي في صون الوطن، وقال:

"أبناء الوطن الأوفياء، أنتم السند الحقيقي، والدرع الحامي، والقلب النابض لهذا الوطن. قوة مصر، ليست في سلاحها وحده، بل في وعيكم، وفي تماسك صفوفكم، وفي رفضكم لكل دعوات الإحباط والفرقة والكراهية".

وأضاف: "نعم؛ الأعباء ثقيلة، والتحديات جسيمة، ولكننا لا ننحني إلا لله 'سبحانه وتعالى' ولن نحيد عن طموحاتنا في وطن كريم. أشعر بكم؛ وأؤكد لكم، أن تخفيف الأعباء عن كاهلكم، هو أولوية قصوى للدولة، خاصة في ظل هذه الأوضاع الملتهبة المحيطة بنا".

تحية للشهداء والأبطال

وفي ختام كلمته، وجه الرئيس السيسي تحية تقدير وإجلال إلى الشهداء وأسرهم، والقوات المسلحة والشرطة وكافة مؤسسات الدولة، قائلاً:

"وفى ختام كلمتي، أرسل بتحية إجلال ووفاء، إلى أرواح شهدائنا الأبرار، الذين سقوا بدمائهم الزكية، تراب هذا الوطن، فأنبتت عزًا وكرامة. وأقبل جبين كل أم وأب وزوجة وطفل، فقدوا من أحبوا، ليحيا هذا الوطن مرفوع الرأس".

وتابع: "كما أتوجه بالتحية والتقدير، إلى قواتنا المسلحة الباسلة؛ حماة الأرض والعرض، درع الوطن وسيفه، وإلى أعضاء هيئة الشرطة المدنية الأوفياء، الذين يواصلون دورهم في حفظ أمن الجبهة الداخلية، وإلى كل أجهزة الدولة، التي تواصل الليل بالنهار، في خدمة أبناء هذا الشعب العظيم".

وختم كلمته بنداء وطني قائلاً: "هذه هي مصر؛ الشامخة أمام التحديات، مصر التي تبنى بإرادة شعبها، وتحيا بإخلاص أبنائها. وباِسمكم جميعًا أقول وأكرر وبالله تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".